Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

 

مصطلحات الجماهير و الشعوب مصطلحات مبهمة إن لم نقل ملغومة في كثير من الأحيان، تعود لعهد الحرب الباردة حيث كانت الشعوب و الجماهير تحشد للساحات العامة كي تهتف بالزعيم الخالد و الحاكم المنزل من السماء، و كانت الإديولوجيات تسوق الناس للثورة، و ماهي إلا وقود و قنطرة و حرب بالوكالة، بين من يتقنون صناعة الشعارات التي تداعب الجوع و  و الغبن الجماعي و الكبت العميق لدى الغوغاء..

  

دعونا نقول الحقيقة دائما حتى ولو كانت مؤلمة، الجماهير ليست كلها مقدسة، و بعض الشعوب متخلفة لأنها تريد ذلك،حتى و لو قامت بالشكوى، فشكواها تنفيس مؤقت عن  مخلفات اختياراتها، و لا يمكن أن نعتبره استعدادا للتغير نحو الأفضل..

مجتمعات تقدس الأب، و تحتاج الى الزعيم الأوحد الذي يضحي بكل شيء،حتى تأتي هي ، بسلامتها، و تستيقظ في الصباح و تجد الخير العميم و الإزدهار في كل مكان،أو تعتبر التغيير ضرية حظ و يانصيب تخلف فيه طبقة مكان أخرى، شعب ذئب في صميمه، متأصل في الخوف، مستعد لإبادة الآخر من أجل أن يتمتع هو وحده بكل شيئ..الحكام المستبدون لم ينزلوا من السماء، بل يعكسون طبيعة الشعوب التي أنتجتهم، و يحكمونهم بقواعد لا مرئية صنعها الأفراد فيما بينهم.

هل نطللب من الملك أن يقوم بالتخلي عن جزء من سلطته، و هذا الشعب النائم الغوغائي يجب أن يتخلى عن أشياء في المقابل.أن يؤمن فعلا بالملكية و ليس خوفا و طمعا، أن يؤمن بقيم العقل المجردة، وليس بخوردات الأجداد البائتة في كتب القداسة، أن يعتبر الآخر مثيلا له في الانسانية، لكنه مختلف عنه في اختياراته و شخصيته و ديانته ، و يعترف عميقا بحق الفرد في أن لا يشبهه أي أحد، هذا الشعب يجب أن يؤمن بالقانون و النظام، ليس كقهر يحترم بعقيدة الخوف و النفاق ، ولكن كاقتناع صحيح بأن القانون هو إرادة جماعية حرة..

التعاقد المرغوب بين الملكية و المجتمع تعاقد فيه طرفان ، والشعب الغوغائي لا تصلح له الحرية إن لم يقتنع بضرورة التخلي عن أخلاق العبيد و التهافت على الإنتهاز و جنونه بحياة الكائنات الصامتة التي تسعد بالأكل و التبرز.الشعب يجب أن يحمي الملكية من الإنقلابيين النائمين في كل مكان، الحاسدين الراغبين في الإستبداد..الحسن الثاني كان ضحية الإنقلابيين النائمين الجائعين من العسكر و أصحاب عقيدة الثورة الحمراء، وشعب مستسلم في النفاق يهلل لمن خاطبه بالخبز، رشيد نيني نموذجا، ولا يؤمن بالمقابل بقيم الجمال و الفن و حقوق الإنسان العاقل.

 

 

 

08/02/2011

 

22000.jpg

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :