من جهتي لا أعتبر الجبهة الوطنية حزبا متطرفا، لأنه لا يستعمل العنف و لا يدعو أتباعه لإستعماله. ربما الخطاب الإديولوجي و الإنتخابي يتعين مراجعته وصياغة بتقنيات المركوتينغ السياسي..حزب مارين لوبين يدافع على الدولة و الأمة الفرنسية و يخلص لقيم الجمهورية الحقيقية، قيم العلمانية و العدالة و الإخاء و المساواة كما جاءت بها الثورة الفرنسية..حزب لا يعادي المهاجرين لأنهم مهاجرون، بل لأنهم ذوو ولاء مزدوج و يرفضون الإنخراط و الإندماج في الأمة و الهوية الفرنسية.حزب يستحق مني الإحترام لأنه يعرف مسبقا أنه يخسر انتخابيا بقوله الحقيقة و الصراحة التي يؤمن بها الجميع لكن يتخفى البعض منها في الكلام المنمق و النفاق السياسي..باقي الأحزاب غير قادرة على الدفاع عن العلمانية الفرنسية لأن كتلة مهمة من الناخبين لهم أصول و قناعات غير علمانية وبالتالي يستعملون أمامهم لغة مغرقة في الإنسانية الزائفة، هي نفسها اللغة التي تستعملها النخب المخصية عندنا للحفاظ على الود الإنتخابي مع المتدينين..لطالما لمت المثقفين في الغرب على صمتهم و اكتفاءهم بعلمانية وطنية و عدم قيامهم بالضغط على حكوماتهم للدفع بالتنوير الى كل مكان من الأرض عوضا عن الإكتفاء بالإستعمار الإقتصادي و العسكري و احتكار قيم الحداثة لهم.. في اعتقادي مارين لوبين لا تملك الكاريزما اللازمة لزعزعة الشعور الوطني الفرنسي. هذا الحزب الأقوى في فرنسا كلها يحتاج الى ذكر فحل يكون في الموعد سنة 2022 لينقذ ما تبقى في فرنسا من قيم التنوير..- رشيد عنتيد