السياسة لا تدار بالحب ، و مسيرة الوفاء و الحب للملك مسيرة تضع نفسها في موضع بئيس لأنها تخطئ وسائل النضال و أهداف النضال..الملكية لا تعاني مشكلة مشروعية حكم حتى نعززها بالوفاء، المغرب يعاني من دوائر الفساد و مراكمة الثروات بدون وجه حق على حساب باقي الأفراد الذين يشتركون معهم في الإنتماء الى الوطن، الملك في خطاب 9 مارس لم يدع الناس لكي يمجدوه و يهللو بإسمه بل دعاهم الى تعاقد جديد و دستور جديد يجب تفعيله على الأرض
لا يمكن أن نردد الشعارات الجميلة و المسيرات الفلكلورية من قبيل الحب و الوفاء و نمضي هائمين على وجوهنا..الملكية في المغرب قائمة بذاتها و عبرت عن رغبتها في التطور..سهام النقد و الفضح يجب أن توجه الى أولئك البراغيث و البق السياسي و الإقتصادي الذي يرفض التطور و لا يحسن سوى الوقوف أمام الكاميرات و ترديد الجمل الركيكية أن كل شيء على ما يرام تحت شعار : دعونا نواصل النهب
الإشكال في المغرب إشكال معيشي بالأساس، المدخل الدستوري مهم للتقعيد للإصلاحات لكن الإشكالات العويصة للفساد و نهب المال العام و احتكار الثروات يتعين أن تحل بطريقة قوية وواضحة تقول للوبيات الفساد : توقفوا عن سرقة المجتمع فلم يعد ممكنا أن تنهبوا الوطن و تنعموا بالإستقرار فيه في نفس الوقت
ننتظر من أغنياء المغرب و شبكات المقاولين الكبار و مالكي الأبناك، أن يقوموا بمبادرات وطنية نوعية في اتجاه التخلي عن جزء من ثرواتهم الكبيرة، و استعادت الأموال المخزونة في الأبناك الخارجية و ضخها في الإقتصاد الوطني، و دعم المقاولات الصغرى و المشاريع التجارية الصغيرة..أما أن تصفقوا للإصلاحات ثم تعودوا الى غناكم الفاحش الأجوف كأن شيئا لم يكن، فنفاق غير نافع ..
ذلك المعدوم الفقير الكالح الذي لا يجد قوت يومه لن يعيد له الأمل حب أو وفاء للملك بل فرص حقيقة يجدها على الأرض و وطن ينتمي إليه بإرادة حرة قوامها العيش الكريم و ثروة وطنية يجد طريقا الى نصيبه منها، الفساد الهيكلي الذي يعاني منه المغرب يحتاج عملية جراحية حاسمة لن تنفعه مسكنات الزغاريد و حمل الصور و الأعلام
مسيرة الحب تحولت الى مسيرة الوفاء..نفس العقلية نفس الوجوه..قديما كانوا رأوا محمد الخامس في القمر..هل تغير شيء ؟
رشيد عنتيد
03.04.2011