Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

في المنطق الفيسبوكي و اليوتوبي تتجلى سيرورة تحرر الإنسان وتحرر الفكر نتيجة حتمية لتحرر المعلومة.. نشاهد ببطء اندحار المنظومات المغلقة، يبدؤ الأمر بوكيليكس ثم تأتي  ثورات تزيح الحكام المستبدين من على كاهل الشعوب المقهورة.. ثم تتعلم الشعوب في المستقبل المتوسط أن حكومات اللاهوت لا تستطيع حل مشكلات التنمية..ثم يكون لزاما علىها بعد جيل على الأقل أن تختار مواصلة تحررها بتحرر الإنسان من قيود ذاته موازاة مع تحرره من أخيه الملتحي الجالس على الكرسي..

في المغرب و في بلدان التحول نحو الديمقراطية، هناك جيل قديم من المناضلين ممن وجدوا أنفسهم يعيشون على الهامش بفعل العوامل الموضوعية التي تصنعها الديكتاتورية ، و لما ينتهي مبرر الإستبداد أو يكاد، يواصل جيل الأجداد رغم ذلك  الإشتغال بنفس منطق الأزمة و التأزيم، ويكونون بقوة الأشياء جزء من الأزمة و يكونون معنيين هم أيضا بفعل التثوير، لكنهم سيرفضون التنحي بنفس المنطق الإستبدادي للجالس على الكرسي و يستكرهون علينا أن نشير عايهم هم أيضا بالرحيل..

لماذا تسطو جماعة العدل والإحسان على جيل الفيسبوك عندما قرر تحمل مسؤوليته بعيدا عنها بالإحتجاج، ثم  يقرر حفنة من النهجويين بالدس والتدليس الإستعلاء على حراك شعبي محتمل بإثخانه بالإيديولوجات و قتله في المهد ؟ هم يعتبرون أنفسهم وارثوا النضال ومستحقوا الثورة ومنظروها، لكنهم لا يسألون أنفسهم السؤال الوجودي : لماذا قرر الشباب أن يثوروا بعيدا عن مقراتهم و ينضم ألف عضو وعضو كل يوم الى نداء التظاهر، و على الأشهاد البيان التأسيسي للحركة  التاريخية (حركة حرية وديمقراطية الآن) شاهد علينا و عليهم بالشجاعة و الغضب و الواقعية و النضج و بعد النظر .. وفي الأخير  لما يقترب موعد التظاهر و لا يفصله سوى أسبوع، يقرر محاربوا طواحين الهواء في سن يأسهم، الإستبداد على الشباب الحر وتزوير بيانه التأسيسي ودافعه  الرئيسي للتظاهر، و اعتقد الكثيرون بطيبوبة أو بمكر خبيث أن المظاهرات تتم في الشوارع، لكنها في حقيقة الأمر لم تبرح عتبة المقرات و مجالس الجماعة..

في تونس، النموذج النقي للثورة، كان الإستبداد ينهج سياسة الأرض المحروقة، و الأرض  المحروقة كان لها الفضل العظيم في سلامة  الثورة من سياسوية النضال، وكان الشعب يتواجه مباشرة مع الإستبداد العسكري و الجماهير تقود نفسها الى الإنتصار دونما حاجة الى مجلس دعم أو وصاية المحترفين..

في المغرب كان لنا من الشجاعة ما يكفي كي نخاطب الملك مباشرة بأسمائنا وهوياتنا، و لم يكن يخيفنا أن نطالب بإسقاط النظام، لكن تقديرنا للمرحلة ووضع المغرب المختلف كان يفرض علينا معرفة الوجهة الحقيقية التي يجب أن تتجه إليه الثورة الا وهي :

- إحراج المؤسسة الملكية ووضعها أمام الأمر الواقع يتحميلها مسؤولية إحداث التغيير بمنهجية تشاركية مع الشعب  مما سيحمي الإحتجاج و يبعث الثقة في الإتجاهين الشعبي و الرسمي..

- ضمان مشاركة شعبية مكثفة من جميع الطبقات المجتمعية عن طريق جعل الثوابت الوطنية فوق كل مزايدة سياسيوة مما سيجعل محاصرة الفساد  وحل أحزابه ومنع عودته الى دواليب الحكم نجاحا أكيدا و في ظرف زمني قياسي.. آنذاك لو تم قمع المظاهرات وتمسكت الملكية بشكلها القديم، و خرج الرصاص و الجيش يقتل في الناس، كان لتغيير أرضية الحركة المبرر الأخلاقي على الأرض للتحول أوتوماتيكيا و باقتناع شعبي الى مطالبة آخرى جذرية ..

- إحراج الأحزاب و التنظيمات السياسية  ودفعها الى مراجعة وضعيتها المجتمعية و تعديل منهجيتها النضالية و تراثها النظري باعتبارها جزء من الأزمة أيضا..

سيكون علينا الآن أن نتحمل زمنا أطول لتحقق المقاصد الثورية، وهذا الزمن الميكانيكي مرتبط بالسرعة الأبطء وهي سرعة المثقفين في حمل مشعل الحداثة والمعاصرة الى وعي الأفراد..في الوقت الحالي سرعة التغيير القصوى تقوم بها المؤسسة الملكية في الوقت الذي فيه باقي مؤسسات المجتمع تشتغل بالسرعة الابطء : سرعة استحكام فساد الأفراد ووطأة التاريخ على وعي مثقفيهم..

رحم الله حرية المعتقد...

رشيد عنتيد 
16.01.2012
m_ldm-copie-1.png
Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :