Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

       

الفراغ و حش البراري الذي لم تروضه الإستعارات..من الفراغ انطلق العالم يعوي بشدة حتى هامت الجبال على ظهر الكواكب..من الفراغ جاء البحر يجر ذيل الهزيمة قادما من الخصيتين المتراصتين بين عمودي الإنتعاض..و لما سنحت الفرصة لأحد المتشردين ذوي العصيات السابحة في السيتوبلازم، قام بانتهاك البويضة الرخوة الحنونة، وحكى فيما بعد أن ذلك يسمى إخصابا حتى لا يسأله الرب عن عبء الخطيئة ..

 

جزر الفراغ مغروسة كالضرس المؤلم بين بحيرات السهو ..هناك حيث البعوض الأزرق مكلف من طرف المشعوذين بالطنين في بطون الحيتان ..في الفراغ كل الأصوات تؤدي الى روما ، منذ اليوم الذي ضحى فيه الحكيم بولده و قلبه مزهو بالفضيلة، فقال الإبن من التأثر:  يا أبت إني أرى في المنام أنك تذبحني .. فرد عليه الأب و هو يتجشأ : ستجدني يا ولدي من الصابرين ..

 

ألف حجة و حجة في حلق البعوض.. و في حلق الرينوسيروس ألف مثلها..و الحجج التي تشبه الكريات البيضاء المصنوعة من الطحين المنثورة للسمك الجائع، هي التي أقنعتني أننا في جزر الفراغ نبحث عن بعضنا البعض داخل الحساء الرباني المسمى الحياة..فصارت كل الطرق تودي عندي الى الخيال، حيث الشجرة غابة بجذع مربع، و قطرة الماء الوحيدة التي سالت من الجرة المتكسرة يمكن أن تكون دمعا للألم، أو منيا للشهوة، أو فقط دما يهدى للمشيئة التي شائت في الأزل و نحن نيام في ظهر آدم ..

 

صاح الحكيم : 

 

 - من أيقضني من العدم ؟

 

فابيضت عيناه من الحكي و هو يهيم.. و أصل الحكاية أنه لما عاد من جزر الفراغ، و صار يحدث جماعة المجانين عن مزايا الإستقامة، و فضيلة الهذيان، و روعة الأحاسيس التي سميت فيما بعد لما عم الجنون بالعقل.. قرر الناس فرادى و جماعات أن يذهبوا جميعهم الى جزر الفراغ، و لم يهتموا بآخر ما قاله الأعمى لما صاح : 

 

- من الأفضل ألا تبحث عن الحقيقة، لأنك قد تهيم الى الأبد على أسطح الزجاج و المرايا..

 

 : فذهبوا و تركوه وحيدا إلا من جميلة سألته عن سبب الغياب، فرد عليها دونما خجل 

 

 الكبرياء يا حبيبتي يمنعني من الشكوى، و على الباب كلبي الشرس يمنعني دوما من الدخول، حتى و أنت خلف الأسوار تلوحين لي بالهروب ..

 

و لما سألته لم كل هذا العذاب؟  أجابها دون تردد ..

 

 - تذكرين اليوم الذي أقعيت فيه كالكلب للخراء ؟

 

- نعم .. 

فإنه يا حبيبتي لم يخرج مني سوى بول له رائحة القهوة، و على يميني كان صنبور الماء ينتظر طرد بعرتي، و على يساري كان كاغد الشرج يستعد لخطبة الوداع..

 

لم يعرف الأعمى أنها تركته عند مكانه يهذي، و هرولت هي الأخرى مع الذاهبين الى جزر الفراغ

 

و هكذا كان ...  

 

 

رشيد عنتيد

27.11.2011

 

20080503348 

 

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :