Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

 

 

مقدمة

تجنبت فيما مضي الحديث عن نفسي لأني اعتبرت التوقيت غير مناسب و أن التاريخ سيكتب بالنيابة عن الجميع، و أن الأولوية آنذاك كانت أن نساهم في الحوار و الإقتراح بأكبر قدر من التجرد و الموضوعية، غير ملتفتين لهواة الأركيولوجيا السوداء التي تهوى التنقيب في المخلفات

 

تسارعت الأحداث، و حدث ما حدث، و اختلط الحابل بالنابل، وتهافت علينا شيوخ الأحلام و هواة الغضب الطبقي، و كان علينا لزاما أن تتوقف هنيهة، كي ندقق النظر في من يركب معنا، و نعرف وجهات سفرهم، و نبقى دوما تحت الشمس، و لا نختبئ بين الشقوق السياسية و الفكرية، كالجذران

 

 

كرونولوجيا الأحداث

 

عندما كانت تونس تحتج على مسؤوليها، تأكدنا متحمسين في الفايسبوك، أن الشباب في كل مكان يحب الحرية، و يستطيع أن يقوم الإعوجاج، و يفرض رغبته في الأصلاح و التقدم، فقررنا مع مجموعة شباب نتعارف منذ ثلاث سنوات على الموقع الإجتماعي، إنشاء مجموعة على سميناها آنذاك "مغاربة يتحاورون مباشرة مع الملك " بمبادرة مني رشيد عنتيد و هشام أحلا و أحمد قطيب و عمر معنوي، هناك من رفضوا المجموعة و خرجوا منها منذ البداية،خوفا و احتقارا، كنجيب شوقي، علي المرابط، زينب الغزوي، سعيد بن جبلي، علي عمار، و غيرهم ممن ، عادوا بعد ذلك و أصبحوا يقولون أنهم من الشباب و مع مطالب الشباب.

 

عندما نجحت هذه  المجموعة الأولى، و التف حولها الشباب الفيسبوكي، فرضت علينا النقاشات المتحمسة و الصريحة التفكير في القيام بأشكال نضالية واقعية ، و غيرنا إسم مجموعة "مغاربة يتحاورون مباشرة مع الملك  " الى " مجموعة " حرية و ديمقراطية الآن" و أصدرنا بيانها التاسيسي يحدد يوم 27 فبراير يوما للتظاهر السلمي في المغرب .هذا التاريخ تم تعديله لإحتمال تأويله بسوء نية لأنه هناك من نبهنا الى أنه يصادف تاريخ ظهور جبهة البوليزاريو , فتم تعديل التاريخ بسرعة الى يوم 20 فبراير.

 

حتى هذه اللحظة كل هؤلاء الذين يكذبون الآن، و على رأسهم سعيد بن جبلي و نجيب شوقي وعبد الحميد العوني و خديجة الرياضي، و يمتطون مطالب شباب مستقل و يصرحون للصحافة أنهم أسسوا حركات الشباب الفيسبوكي و يتكلمون باسمها، هؤلاء الطارئيين لم يكونوا موجودين على الإطلاق، و يمكن الرجوع الى التعليقات و الكتابات على حائط المجموعة لكي يظهر بالدليل القاطع أنهم لم يكونوا و لم يشاركوا لا في التاسيس و لا في التنظير،

 

في خضم النقاش و انتقاد الأوضاع في المغرب، ظهرت رغبة بعض الأطراف في التحالف مع امتدادات داخلية مع أحزاب و هيئات لأنها كانت تعتقد أن ذلك سيكون مفيدا لحركة"حرية و ديمقراطية الآن" عند خروجها من العالم الإفتراضي الى الشارع، الأصدقاء المؤسسين الرسمين للحركة أبدوا تحفظهم من إشراك جهات أخرى غير معروف بعد موقفها و كيفية الدعم الذي ستقدمه لنا.

 

 هذا الأمر اعتبره "عمر معنوي" و "تيفراز" و آخرون، أنه تهرب و شخصنة للحركة، فقاموا بالإنشقاق عن حركة "حرية و ديمقراطية الآن" و قاموا بإنشاء مجموعة " حركة 20 فبراير..شباب من أجل التغيير" و بدؤا فعلا الإتصال بشباب آخرين و إطلاعهم على رغبتهم في التظاهر السلمي, رغم ذلك حافضنا على درجة من التنسيق و التضامن بين الحركتين. في هاته اللحظة بدأ التوافد الغريب من طرف من رفضوا الفكرة من الأول، كنجيب شوقي و سعيد بن جبلي, و بدأت الإتهامات لنا بالعمالة و تم تبرير الإنشقاق باختراق المجموعة على خلفية ما قام به أسامة الخليفي ، بقرار منفرد، بتلاوة بيان حركة "حرية وديمقراطية الآن" على موقع اليوتوب.

 

في الحقيقة بقيت" حركة حرية و ديمقراطية الآن" مستقلة و و متحفظة في رؤاها، و بدأنا نلاحظ التباعد الذي أصبح يطرؤ في حواراتنا على الفيسبوك يتزايد، و كنا نراقب بتوجس دخول أطراف على الخط، كجماعة العدل و الإحسان عبر ذراعها الخفي المتمثل في سعيد بن جبلي الذي، بالمناسبة، لم يكف عن الإتصال معي عبر الهاتف للإستطلاع حول ما ننوي القيام به، و محاولة توجيه النقاش بما يهدف الى التخفيف من الطابع السلمي للتظاهر و فتح المجال لباقي الأطراف للمشاركة في الحوارات و إلغاء البند الأول في البيان التاسيسي المتعلق باستقلال الحركة عن الأحزاب و الهيئات ، و كنا نعرف مسبقا الهدف من مناوراته و الأطراف التي تحركه، و أصررنا على أن المرحلة مرحلة النقاش و فرز الرؤى

 

ظهرت حركات أخرى بالإضافة الى الحركتين السابقتين، منها "حركة 20 فبراير ..الإنتفاضة هي الحل"، و كلما اقترب الموعد المحدد  ازدياد الضغط النفسي، بدأت تظهر الخطوات الإرتجالية

 

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قالت في البداية أنها لن تشارك في التظاهر، و ستكتفي بالدفاع عن حقوق المشاركين الإنسانية، بعد ذلك أخذت الجمعية توفر الغطاء اللوجستيكي للمنسقين من المجموعتين الأخيرتين و يحضر بعض أعضائها اجتماعات التنسيق، و هي اجتماعات و تنسيقات لم يدع اليها مسؤولو حركة" حرية و ديمقراطية الآن"، و لم يشاركوا في مقرراتها لا من بعيد و لا من قريب.

 

 بالموازاة مع ذلك عرفنا مغزى الفتور الصادر من طرف مسؤولي تلك الحركات في مجابهة الشائعات التي كنا نتعرض لها، كما لو أنه عقاب على تمسكنا بفكرة الإستقلال و عدم التحالف مع الاسلاميين و اليساريين الرادكاليين.ثم لاحظنا كيف ان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و اليسار عموما و الاسلاميين أصبحوا يتحدثون باسم الشباب الفيسبوكي الذي بدا متجاوزا باعتبار بنيته الافتراضية الغير مهيكلة

 

كنا  نحاول في "حركة حرية و ديمقراطية الآن"، أن نبقي جسور التواصل ممدودة و نحاول أن نفهم ما يجري في الكواليس من ترتيبات، و نحرص هلى أن لا نظهر أننا نتحارب أو نتنافس فيما بيننا، حتى و إن ظهرت رغبات في الزعامة و الظهور  تظهر بجلاء من أسامة الخليفي و نجيب شوقي و بعد ذلك سعيد بن جبلي و غيرهم,

 

في اللحظة المناسبة عندما تبين لنا بالملموس أن هناك قرارات تتخذ بشكل متسرع، و عدم تقدير مدى جسامة المسؤولية بالنزول للشوارع بخليط من التحالفات الغريبة و مطالب مبهمة، قررنا في حركة "حرية و ديمقراطية الآن" الإعلان عن الغاء مشاركتنا في التظاهر، لأننا قدرنا أن النضج لم يتوفر بعد لبلورة أشكال نظالية احتجاجية ناجحة

 

 

الخلاصات


الآن مر يوم 20 فبراير بما له و ما عليه، و الدولة تعاملت بذكاء مع المتظاهرين، و بينت الوقائع أن النضال الناجح لابد أن يتسم بالوضوح و الواقعية و قابلية التطور.و الأقنعة سقطت عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي أبانت عن خلفيتها السياسية المتدثرة بخطاب حقوق الإنسان الوديع، و العدل و الإحسان المتمسكة بالقومة و العصيان المدني تستعمل بخبث شباب معتدل و محايد في غالبيته، يرفض مرجعيتها و طريقة عملها السرية و الملتبسة جملة و تفصيلها

 

 اليسار المريض بالعدمية كان يجر المظاهرات الى الأحياء الشعبية لكي يحمل معه جماعات المجرمين المتخذرين و يرفع بهم شعارات لا مسلسل لا إجماع، و ما لم يعرفه المتظاهرون الأبرياء أنه شعار ضد الوحدة الترابية و يدعو الى إسقاط الملك

 

الآن العدل و الحسان تريد استعمال لمساجد للتحريض، وهو المدخل البغيض للفتنة، تريد تقليد ما وقع في مصر

 

وقعت أخطاء قاتلة و الكل أصبح يعلق شارة 20 فبراير بدون استثناء. لكن رغم ذلك، تعلمنا الكثير و تعلمنا بالملموس أن المغرب مختلف و غير معني بما يقع في جواره من حراكات عنيفة، لأن، السياسات الرسمية ساهمت منذ تسلم محمد السادس مسؤولية الحكم، في تخفيف الإحتقان الإجتماعي و تخفيف وقع الأزمة الإقتصادية.

 

 تعلمنا أيضا أن نتحرر أخيرا من كل شي و نستعيد الإيمان بالوطن و عدم التسرع أو المغامرة تحت أية ذريعة، و سنواصل المطالبة بالإصلاحات الضرورية للمغرب و محاربة الفساد و المحسوبية و تحرير الإقتصاد من ربقة السياسة، سنواصل هذه المهام كما بدأناها أول مرة، لكن هذه المرة باستقلال تام و بالوساءل الهادئة و الحوار المباشر دون اللجوء الى وسائل الضغط العنيفة

 

تعلمنا أيضا أن هناك فرقا بين النضال المسؤول الحداثي، و بين التهور و عدم أخد بعين الإعتبار بأن غالبية المجتمع المغربي  لا يريد الإصلاح بأساليب قريبة الى الإرهاب و الخداع

 

حركة حرية و ديمقراطية الآن تدشن تحولا تصحيحا، يستفيد من الفرص و الإيجابيات، وهذه الورقة هي جزء منها، و انتظروا المزيد

 

نخبالكذب الباطالباثيااايميام

 

 

24/02/2011

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :