الشباب المغربي الذي امتلك الجرأة و قلب المفاهيم، و شحذ الإرادة، و أطلق الإرادات المتوجسة المسجونة في سوء
التفاهم، لم يأت من فراغ بل هو شباب متعلم مستقل واعي و مسؤول، صرخة مطالباته نابعة من طاقات مختزنة تبحث لها عن مجال التحقق.
اقتحام المطالبة السياسية من فئة الشباب الفيسبوكي، حرر الجميع لأنه جاء من فئاة قوية و مستقلة، ووضع الجميع أمام مسؤولياته و نبه الى أن الوقت لم يعد يسمح بتأجيل الإصلاحات الحقيقية، من أجل استعادة
الثقة بعقد اجتماعي جديد، و تطبيع الحوار بين الجميع، و استعادة نعمة الوطن من تبذير المفسدين ولا مسؤولية الخاملين، بما يضمن استمراره في توفير العيش الكريم في إطاراستقرار حقيقي و دائم.
شباب الفيسبوك يغير النظرة الى التكنولوجيات الجديدة، وكانت من قبل تحسب على وسائل الترفيه و الترف، هذه التكنولوجيات أصبحت شاهدة على لقيم جديدة هي قيم الحرية و الإبداع، و هي تعبير عن حاجيات جديدة
يتعين استثمارها اقتصاديا و اجتماعيا في مسيرة التطور
تكنولجيات التواصل تخلق سلوكيات جديدة في العالم، تعتمد على التواصل المباشر أفقيا بين المواطنين فيما بينهم، و عموديا بين الساكنة و القائمين بمسؤوليات الحكامة و الحكم.
سنحتاج الى تطوير النظام التعليمي كي يستوعب هذه التقنيات و ينشرها، و بهذه المناسبة نتوفر على ميثاق التربية و التكوين، الذي يحتاج الى تنزيل سريع على أرض الواقع, بهدف تأهيل سريع و مكثف للشباب و
اليافعين لإدماجهم السريع في سوق العمل في دواليب القطاعات التي تعتمد على هذه التكنولوجيات
هذا الأمر سيحتاج ، بطبيعة الحال الى حوار صريح مع الفاعلين الإقتصاديين لكي يقوموا بدورهم في تمويل التكوين و استيعاب العاطلين ضمن دواليب الإقتصاد، و تمكينهم من الإستفادة من فائض القيمة من عمليات
الإنتاج القائمة على الإبداع و المبادرة الحرة ، هذه العملية ستمكن القطاع الخاص من الإستفادة من طاقات و أفكار جديدة تؤدي الى تحقيق المقاولة المواطنة أو المواطن المقاول، المجلس الإقتصادي بقوته
الإقتراحية يمكنه أن يلعب دورا مهما في هذا التحدي
إن تمكين الشباب من التحرر و الإنطلاق سيحرر في طريقه المسؤولين على جميع مستوياتهم، عندما يتمكن الشباب أخيرا من تولي شؤونه بنفسه، و يتحول من عبء اقتصادي و اجتماعي على الحكامة، الى محور رئيسي في
التنمية المستدامة و الإستقرار الإجتماعي
25/02/2011