نداء للتعقل لشباب 20 فبراير

شباب مصر و تونس قدموا إيجاباتهم، كي يتحقق الإنتقال الى مجتمع مفتوح حر يحترم حقوق الإنسان و الحق في الوطن،قلنا دائما أن المغرب محظوظ بهاته التجارب كي نأخذ  الدروس اللازمة لبلدنا كي ندفع به الى تثبيت المكتسبات كخيار لا رجعة فيه و الإستمرار في مشاهدة العالم و التعلم منه النافع لنا . محمد السادس الملك الشاب الذي جاء منذ سنوات ألغى جل مظاهر الدولة البوليسية التي كانت سائدة فيما مضى، و استطاعت أحزاب و أفكار أن تجد لها موطأ قدم كي تساهم في تحديث المجتمع، و نحن هنا أيضا على الشبكة العنكبوتية نقدم الشهادة الصادقة و الدليل على أننا نستطيع أن ننتقد  دون أن نشعر باننا نرتكب الخطيئة أو الخيانة كما كان يعانيها من سبقونا في حاسة التفكير و النضال.

سنظل كملاحظين مستقلين نردد هذه الإعترافات و نقنع بها الناس حتى تتحول السياسية من أداة حرب و اختباء، الى أداة من أدوات تشبع حاسة الإنتماء الى الإرض و الوطن و المستقبل. سنظل نؤكد التزامنا بالمشروعية، و نؤكد ذلك بالدلائل من المنطق و التاريخ و الواقع، حتى نعفي أنفسنا من تبذير الطاقة و إخلاف الموعد مع التنمية الإجتماعية و الإقتصادية.

الإشكالات وجدت لكي نبحث لها عن الحلول، و ليس لكي ننفخ فيها و نتلذذ بها في مازوشية سياسية احترفتها الإديولوجيات التي تستعبد الأتباع، و تبشرهم بالخلاص المزعوم على هامش الصراع الطبقي الذي يهدي للحزب الوحيد المقدس، فرصة الحكم بالحديد و النارو الإبادة..ليبيا القذافي و عراق صدام و مصر مبارك و تونس بن علي كانوا هنا و لم يعودوا..لا نبخس الملكية المغربية حقها من الإنصاف و لنتجادل مع المسؤولين بالتي هي أحسن للتعايش و الأستقرار.

مظاهرات 20 فبراير مرت كما تمنى الجميع رغم المحاذير التي أطلقناها من طفيليات النظال المتخفين في أثواب الحياد و التقية..مظاهرات انتهت مع الأسف بالتخريب، لأن المسؤولين عن الأمن العام  قرروا عدم الإحتكاك بالمندسين المتواجدين و سط الشباب الجميل..الآن تحالف اليسار الراديكالي مع المجرمين و قطاع الطرق واضح، في فاس و وجدة يسرقون ممتلكات الناس و ضميرهم الوطني مات من قبل تحت وطاة العنف الثوري و الحقد الطبقي.

إذا كانت النية الحسنة شفعت في عدم تحميل الأطراف التي أصرت على التظاهر المسؤولية الكاملة عن الإنفلاتات، فهي تظل تتحمل المسؤولية المعنوية، بل أكثر من ذلك ستتحمل المسؤولية كاملة غير منقوصة إن استمر العناد و الهوس، الإستمرار في الدعوة الى الخروج للشارع سيكون له مقصود واحد من الآن فصاعدا ،هو التخريب و ترويع الناس

يمكن دائما ابتداع الحلول إن اقتنع الشباب بأنه قادر على الإبداع، و شعر عميقا أنه لا يحتاج الى الإديولوجيا لفهم واقعه و ابتكار الحلول المناسبة  دون نكوص غير مجدي الى الوراء..يا شباب، عندما تصرون على توقيف السير الطبيعي لحياة الناس، تكونون تضيقون على أنفسكم هامش الحرية و يتحول الحق في التظاهر الى اعتداء على إرادة الناس في العيش بسلام.

المجلس الاقتصادي و الإجتماعي الجديد هو إشارة قوية، سيلتقطها الأذكياء ليطمئنوا  الى شروع المؤسسة الملكية في تفعيل الدستور و خلق مؤسسة اقتراحية غير ملتبسة بالسياسة تتكلف بتقديم الإجابات و الإقتراحات و تحديد مكامن الخلل في الأداء الحكومي و طريقة إدارة الشوون القتصادية و الإجتماعية، ومن يتحلى بالموضوعية و بعد النظر، يمكنه أن يشاهد أن هذا المجلس سيتطرق الى أسباب احتباس الثروات في زوايا الإقتصاد الإحتكاري، وعدم قدرة طرق الأداء الإقتصادي على تحقيق تنمية توسعية دائمة، و على أن الحكومات ستكون محرجة بتحاليل هذا المجلس المتكون من حكماء، عندما يصيبها الفضح و هي تشتغل بمنطق وظيفي لا يتوفر على استراتيجيات بعيدة المدى، و أن القضاء تقاعس في منع الإثراء بدون سبب، و ضرورة تحييد الممارسة التي تسبب تلوث السياسيين بالمال السهل.

يمكن أن نكون هادئين، و نستغل الوقت الذي نبذره في الوهم، على التأكيد على تنقية السياسة من المال،  فتصبح السياسة ممارسة غير مربحة، و تتحول الى ممارسة مبدئية تتصارع فيها التصورات و المشاريع الإقتصادية و الإجتماعية عوض التقاطبات المصلحية.

هذا غيض من فيض، و المغرب زاخر بالطاقات، و الإرادت الآن متوافقة و ملتحمة مع إرادة الملك في تطوير المغرب.. نتمنى من العقلاء في كل جانب  و الإقتناع بها و التمسك بها فالفرص كهاته لا تتكرر كثيرا في تاريخ الشعوب

 22/02/2011