كنت أقرؤ لمحمود درويش قصائده و بما أنني اتخذت عادة الا أقرأ الشعر أو
أستمع للموسيقى عندما تعوزني الطاقة للتحمل، فقد كنت أغالب نفسي كي أمنعها من الإنجرار وراء أفخاخ القصيد ..
وعندما اجتذبني الهوى و كنت قد قرأت
قصيدتين أو ثلاث كنت قد أيقظت الشاعر الراقد في، و اختلطت عندي الحواس و استيقظت هواجسي و
نواقصي..
و تساءلت في
حضيض نقمتي لم يتوجع الشعراء من أجل هواجس فارغة، و قضايا ميتة و بشر خراب..وقلت لم و لم و لماءات..و ما الجدوى في آخر المطاف من النحيب أمام من هب ودب من الأنبياء و الصالحين و الطالحين ... لم هواية
القصيد المخترعة بالمديح تتحول مع الإدمان إلى عاهة مستديمة و طرق دائم على أبواب موصدة بالقضاء و القدر..
ديوان و ديوان
و دواووين و شعراء مهبولون سائبون في طرق العويل يتوضؤون بالأحرف السوداء و يتفرغون للحزن عله يسكب في حلوقهم زيت القصيد..
من علم
الأنبياء غواية الحرف سوى الشعراء المعصومون ،و سماهم بعدها الرب لما اشتكى من العويل الغاوون..لم الحزن و دواؤنا ليس القصيد و إنما السكون تحت ظل المشيئة في انتظار من يخلص الروح من بهيمة
الأنعام..
في كل واد
يهيمون مبرحون بالضرب على مؤخراتهم الزرقاء يخضبهم الألم و الخوف من الحنين، و الفرح راية استسلام منصوبة منذ بدء الخليقة في ساحة الوغى...
قل لي أيها
الشاعر لم الأنين، و دمك الغالي المسكوب في وريقات بيعت قبل أن تنطقها ببخس ثمن و مديح كالرصاص..قل لي لم تنثر سنوات عمرك ورودا مزهرية قمرية في إسطبلات بغال لا شرقية و لا غربية و سرر مرفوعة وسط
مستنقعات الخطيئة القهوائية القرمزية..
----------------------------
رشيد عنتيد
25 يناير 2013