أماندا كانت صغيرة العظام رقيقة القوام، شعرها منسدل على الدوام وراء ظهرها صيفا و شتاء، و على جانبي وجهها خصلات تنظر إليها و تضاحكها كل وقت..
أماندا كانت متوهجة، بشرة وجهها رطبة، عيناها غامقتين في الشتاء و في الصيف زرقاويتين قليلا..
عندما تبتسم أماندا تبدو كسرب طيور ملونة تطير من كل اتجاه في غابة الأمازون..
عندما تضحك أماندا يظهر من فمها طفل مشاغب وديع، يستحيل لمن سمع ضحكها و كان في قلبه بقية من بياض الا يشعر بالدوار مندهشا من تلك المشاعر المبهمة التي تنبت فجأة في الصدر و تجعلك تزهر رغما عنك فوق قارة من الجليد..
أماندا عندما تريد أن تتكلم يستمع لها الجميع بخشوع، ليس لأنها ديكتاتورية ، لكنها عندما تتكلم يكون كلامها صادقا كربة حقيقية. نبرة صوت فيروزية تجعل من يسمع موسيقاها يؤمن بأن الحقيقة ولدت للتو من فم أماندا، و أنها صائبة وكلامها خير..
عندما سألتها يوما عن هذا السر المنبعث من موجات بحر صوتها قالت و هي تضحك وأنا أنهار:
" أنا أفضل أحزاني الصغيرة على أفراح كاذبة" طبعا أنا لم أجبها لأنه بكلمات صغيرة و تغريدة حزينة قالت ما كان يوجد في روحي القديمة جدا من أسى و جبال من اللايقين..
لم أجبها وهززت رأسي موافقا ما قالت لي، ونثرتُ بعض الماء الذي تجمع بقوة تحت جفني..