/image%2F0969857%2F20150426%2Fob_3341f9_image.jpg)
كنت دائما أقول أن الأصالة و المعاصرة حزب أفسده الأعيان الذين أتوا من كل حدب و صوب لكي يفوزوا بالإنتخابات بسهولة و هم يعتقدون أنهم في حزب " سيدنا" ، و اعتبرت أن حركة لكل الديمقراطيين كانت انطلاقة جيدة لمشروع مجتمعي متكامل، لم تأخذ الوقت الكافي للنضوج قبل أن تتحول الى حزب سياسي..
في حركة عشرين فبراير تضمن أول مطلب ثوري في البيان التأسيسي المطالبة الغاضبة ب " حل البرلمان و الحكومة و الأحزاب التي ساهمت في تكريس الفساد السياسي "، و كنا نريد بذلك إبادة الأحزاب التي تعرقل التطور نحو الديمقراطية دون هوادة، كما ينبغي للفعل الثوري أن يفعل عندما يمسك بزمام التغيير..الآن وحتى بعد تحريف الحركة عن مسارها و ما طالها من قفز على الأولويات، لا يزال المطلب الثوري قائما، وهو ما شكل عندي قناعة بأنه يمكن تثوير البنية الحزبية من الداخل عن طريق هجرة جماعية لمناضلي حركة عشرين فبراير للقيام بالفعل الثوري داخل الأحزاب ..و جعلت من نفسي نموذجا قد يغري الباقين من اليائسين و المترددين..
اعتبرت أن حزب الأصالة و المعاصرة، بإعاقاته الذاتية، يمتلك قاعدة مرجعية صلبة عن طريق وثيقتين مهمتين هما: تقرير الإنصاف و المصالحة، و تقرير الخمسينية، كوثائقتين مرجعيتين فيهما الكثير من الواقعية و العلمية و قليل من الماكياج الاديولوجي، وثيقتين ستجعل الحزب يتموقع مباشرة في السياق السياسي الصحيح الذي يحتاجه اعتمادا على نقد إخفاقات الماضي على المستوى السياسي، و تحقيق الإنصاف الفردي و الجماعي انطلاقا من تقييم خمسين سنة من الإمكان المغربي..
راهنت على محطة تأسيس الشبيبة لأنني اعتبرتها أنها ستكون بوصلة و ترموميتر قياس النبض السياسي للحزب، ستعكس مدى صدق إرادة صانعي القرار السياسي الأفقي في الإنتماء لما بعد الحراك المغربي بحده الأدنى المتمثل في دستور 2011..
الأمناء الجهويون في حزب الأصالة و المعاصرة تكلفوا بانتدابات المؤتمرين منذ البداية، وضعوا في اللاوائح جميع الأتباع و الغوغاء و البسطاء الذين لهم مقدرة فائقة على الامتثال للتعليمات بالهاتف. لقد شاهدت يوم المؤتمر ببوزنيقة كفاءات حقيقية من جميع الجهات تحتج و تبكي لأنه تم اقصاؤها عمدا، في حين تم اعتماد شخصيات جاءت لبوزنيقة للتخييم و الفرفشة و لم تكن تعرف حتى لماذا تم استقدامها في الحافلات..
إلياس العماري، و ذراعه الأيمن المكلف بقطب التنظيم عزيز بنعزوز، حاربوا الكفاءات في المهد و منذ البداية، و هذا ظهر جليا يوم انتخاب المجلس الوطني للشبيبة خلال المؤتمرالوطني ببوزنيقة..
شخصيا لم يكن ممكنا أن يتم انتخابي في المجلس الوطني لولا أن القانون الداخلي نص على أن أعضاء اللجنة التحضيرية هم أعضاء بالصفة، على اعتبار أنني لم أكن من حواريي الأمين الجهوي لمكناس تافيلالت، هذا الشخص الأجوف الأمي الذي جعل تمثيلية الحزب في الجهه في كل المجالات مكونة من أشخاص لا يتعدون العشرة، و تلك حكاية سأعود لها لاحقا..
بالرباط تم إسقاط بنود القانون الداخلي التي تنص على أن انتخاب المكتب يكون باللائحة و بالاقتراع السري، و تحت وعيد و عصا إلياس العماري تم تقسيم المجلس الوطني الى كنطونات جهوية، حتى يتم ضمان فرز " الشناقة "، و ضمان عدم تمثيلية فائض الأصوات المعارضة ضمن لائحة أشرار عشرين فبراير المسماة الخيار الثالث..و قال إلياس العماري فخورا بخرق القانون الداخلي، أنه جاء بالفتح المبين ، و هو في حقيقته مناورة على الانتخاب باللائحة و تحوله الى اقتراع أحادي إسمي جهوي يلغي بجرة قلم المجلس الوطني و المؤتمر الوطني..و بعبارة أخرى فرق تسد..
أما الأمين العام الصوري للحزب مصطفى الباكوري، فلم يكن له سلطة و لا قرار في كل ما جرى، خطابه التقنوقراطي جميل و هو يتكلم، لكنه شخص يفتقد الى الكاريزما و الإرادة الذاتية، لأن أقصى ما يطمح اليه الباكوري هو يحصل هو الآخر على تزكية الياس ليصبح رئيس الحكومة المقبلة، ( حكومة المشمش )..
خيبة الأمل الآن كبيرة، والحلم حان وقت الإستيقاظ منه، انتظرت الى آخر نهاية اللعبة كي أتأكد من إرهاصات أن الماسكون بالقرار الحزبي في الأصالة و المعاصرة رجعيون حقيقة و يوجدون خارج السياق المغربي، و أنهم لا يزالون يسكنون في أكواخ ما قبل الدستور كما لا يزال يتمسك الكثيرون بما راكموه من امتيازات الريع، يصرون على جعل الحزب أداة وسخة لتمييع العمل السياسي بالإحتكار و المضاربة و الإستبداد..
رغم ذلك لن نتنازل عن زمننا السياسي، و نصر أننا سننتمي رغما عن أنوف المستبدين الصغار و الكبار الى زمن ما بعد الدستور.. نحن غير ملزمون بالبحث عن الأعذار لمن هم عاجزون عن القفز الى هذه الضفة من المستقبل السياسي المغربي ، بل يكون واجبا علينا أن نرفع في وجه إلياس العماري و عزيز بن عزوز و باقي الطغمة الحاكمة في هذا الحزب و غيره شعار : ارحلوا نريد حرية و ديمقراطية الآن، إننا نستحق زمننا السياسي و عليكم أن تتقاعدوا بسلام..الوطن يستحق الديمقراطية الآن و قد تأخرنا كثيرا في ذلك..
الحقيقة المرة التي استخلصتها بعد هذه التجربة في البام هي : إذا كنتم أنتم من ستتولون أمر المغرب في يوم من الأيام ، فعلى هذا الوطن السلام..
25-04-2015
- رشيد عنتيد ، مؤسس حركة عشرين فبراير بالمغرب، عضو المجلس الوطني لشبيبة البام سابقا