/image%2F0969857%2F20151108%2Fob_fa7129_image.jpeg)
عندما تعب الحسن الثاني من المناورات الهادئة على قوى المعارضة و توالت عمليات الانقلاب عليه تقوقع على نفسه و استسلم لوصفات الاستبداد و القمع، بذلك تنتهي السلطة بالتغذي على نفسها..تم انشاء تزمامارت و غيره من معتقلات الموت البطيء، و اغتيل المهدي بن بركة و ذابت جثته في الآسيد، و قمع كل صوت يقول للسلطان أنت مخطيء و سياساتك خاطئة..
مات الحسن الثاني وجاء محمد السادس، قالوا لنا سيكون هناك إنصاف و مصالحة و تناوب على السلطة، و لم يكن تناوبا على السلطة من طرف المجتمع بل تناوبا على العرش و تمكين الملك الجديد من التعرف على محيطه و تدريب طاقمه الأمني و السياسي.. غضب اليوسفي و ذهب ليعيش في فرنسا..
جاءت عواصف الربيع الديمقراطي و تراجعت الآلة خطوتين و تم وضع دستور 2011 و جيء بالعدالة و التنمية الى الحكومة حتى لا يصاب القصر بلعنة إسقاط النظام..
حوصر الحزب الحاكم بشبهة الظلامية و عوض أن يعالج تشوه الفكري بانفتاح مرجعي على قيم الحداثة، بقي مشغولا على الدوام بإعطاء الضمانات للقصر أنه حزب السلطان و يريد أن يبقى كذلك و ينفس عن غضبه بملاكمة ظل السلطان في الأرض الأصالة و المعاصرة..
مرت الآن أربع سنوات و التفعيل الفوري الدستور أصبح وهما ابتدأ بتخلي الحزب الحاكم عن صلاحياته و هو يقوم بتعطيل الدستور بالنيابة عن من سمحوا له بالوصول الى الحكومة..
بينت أزمة أمانديس أنهم غير مستعدين عن التخلي عن نهب المال العام و أن الخطب التي يلقيها الملك في كل مناسبة لا تعدو أن تكون مزاجا شخصيا يعكس عامل القوقعة الذي بدأ يدخل فيها بسبب السن و المرض، و هذا ما سيجعل آلة الاستبداد تستئنف عملها من جديد ..
- رشيد عنتيد
08-11-2015