الأرضية التي انطلق منها النقاش في الفيسبوك و التويتر يجب أن ترافقنا في جميع محطات النضال، لأن انحرفات النضال المقصودة و غير المقصودة تأتي من تحريف المنطلقات، تحت وضئة الضغط و الإستعجال و الرغبة المتوترة في حرق المراحل
شباب الفيسبوك شباب واعي و كامل النضج وإن كان البعض يستهينون في قوتنا الإقتراحية، فالواقع أكد و سيؤكد أننا نملك مصداقية كبيرة، لأننا رفضنا أن نخرج من الجلابيب الفكرية و السياسية للآباء
لا يمكن أن ننساق في جميع مراحل النضال الى تحالفات كسيحة مع قوى غير واضحة المطالب و المنطلقات، و مرجعياتها متناقضة في الأصل و لا تقدم ايجابات عن الواقع المتغير دون الرجوع الى الماضي السحيق و تجارب فكرية أثبت الواقع فشلها الذريع
لا يجب ان ينسينا الضغط الحاصل ، و أصالة مشروعنا في تغيير الأوضاع، أن نتوقف بشجاعة كي نطالب هؤلاء بالحساب عن سنوات الصمت و السكوت المدثر بالهرطقات الماضوية..العدل و الإحسان ، و بكل صراحة، تتباهى الآن بالشباب المستقل ومن حقنا أن نسائلها بإلحاح عن أطروحاتها عن القومة الياسينية، و كذلك عن الرؤى المقدسة التي طرحوها يوما بدون خجل و أسسوا عليها التغيير..هذه أعتبرها مراهقة و انتحار سياسي هي الآن نتتعافى منه على حساب الشباب المستقل
من المسؤولية و الصراحة و الوضوح الذي ننادي به دائما ، أن نقول أنه استهزاء يمصير المغاربة عندما يمتطون الراحلة السهلة، هؤلاء الذين كانوا يحلمون سنوات بقومة لم و لن تتحقق، و الآخرين على قدم المساواة معهم عندما ينظرون لثورة البروليتاريا المسكينة و هي تساق من فقرها كي تجمل الإديولوجيا المنقوصة المليئة بميتافيزيقا الخبز..يجب أن يجيبونا عن أسئلتنا التي بقيت الى الآن دون جواب
هل نتغابى و نتركهم يمروا كالأشباح من بيننا و يندسوا فينا و يقولوا أنهم منا و معنا..لا يجب أن نفعل ذلك و نحتقر ذكائنا، هل نجعل أنفسنا قنطرة لهم و هم قبل بضع أيام كانوا يقولون عنا في الخفاء أننا شباب الهامش و الملحدون و تابعوا الجزائر و البوليزاريو و المريخ و زحل..هل من حقنا أن نسمح لهم أن يمتصونا و يجعلونا دما سائغا في شرايينهم الميتة..الجواب ضروري الآن قبل 20/02/2011..لأنه المنطلق الأساسي في حركات التغير الناجحة
عندما فضلنا الأشتغال على الويب الواسع الرحب الحر، كنا من قبل نعبر عن ضيق الايديولوجيات عن استيعاب الوضوح الذي نحتاجه للإجابة عن إشكالاتنا، هاته الإديولوجيات التي تقف عند قداسة الشيخ العارف بكل شيئ، و الثورة الماركسية التي تحمل الاستبداد على ظهور الطبقة الكادحة المخدوعة بخطاب الخبز السهل لتأجيج مشاعر من بفضل السكون الى هلوسات الدماغ الجائع
سنكون خائنين لأنفسنا و للتزامنا الأخلاقي مع المجتمع أن نقدم الركوبيين اللقمة السائغة، على أنهم يطلبون الديمقراطية و الحرية، و نقدم لهم بطاقة العبور لإحياء الأطلال التي لم يتسوق لها أحد، و نحن نعرف عميقا أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية و لا بالإختلاف، الا تأويلا لنصوصهم الواضحة بالرفض المطلق لكل من لا يشاطرهم أحلام القومة و الخلافة، و هم يتشاركون في نفس المنطلقات الفكرية التي تفجر الأبرياء و تستحل اختطاف المسالمين و ذبحهم على مائدة المصالح السياسية
هل نسمح لأنفسنا بتحمل الوزر الأخلاقي أن يعبروا الى المستقبل المشرق الذي يذهب اليه المغرب، و نحن نراهم الآن و لما يحل موعد 20/02/2011 بعد يتنطعون بالكذب و البهتان على حركات الشباب الفيسبوكي كي يمروا بعدها و يقولونا ما لم نقله و يأكلوا بنا الشوك..الحرية و الديمقراطية هي فكر و إيمان عميق و صادق قبل أن يكون و سيلة للتعبير السياسي، و من لا يؤمن بالديمقراطية يجب أن يقولها بوجه مكشوف دون مواربة و لا استغلال للأحداث
كيف يصطفون معنا على قدم المساواة و نحن نتحدث عن الملكية في المغرب و زعيمتهم نادية ياسين نادت و كررت مرارا أنها تدعم النظام الجمهوري، و هي تتناقض مع مفهوم القومة في كتاب أبيها المنهاجي، و نحن ترسخ لنا اليقين أن النظام الملكي المغربي له حسنات المشروعية في التاريخ، و لا يمكن لنا أن نقيس به ما جرى و يجري في أنظمة مغلقة كانت في تونس و مصر جمهوريات مستبدة، و نعترف الآن بكل شجاعة أننا كنا من قبل كل الأحداث الراهنة، نتوفر في المغرب على هامش مريح من حرية التعبير سمح لها أن تنادي هي بالجمهورية ضدا على إرادة الشعب المغربي الذي لم يعطيها أبدا أن تتكلم بأسمه ، و هي لا تقصد سوى لفت الأنتباه و الأضواء الى رغبة متنطعة، و تسميم النقاش الحقيقي حول الملكية كنظام ديموقراطي ناجع و مجرب
إذا كانت لنا الجرأة أن نتحاور مباشرة مع الملك على صفحات الفيسبوك دون أن نتعرض للمضايقات، فهي نفس الجرأة التي تدفعنا كي نتعرض على من يسقطون علينا بالمظلات، بعد أن شاهدونا ننجح في التعبير دون خوف و دون عقد، و هم انتظروا طويلا قبل أن يلتحقوا بالركب، بعد صدور الإطمئنان الرسمي من حركتنا السلمية و نقاشنا الهادئ و الصريح.. سيكون من المجازفة أن نسمح لهم بتمرير إخفاقاتهم السياسية و شعاراتهم المذهبية، و يلمعوا عزلتهم بإراداتنا الحسنة، في وقت معين سيكون الصمت مرادفا للسذاجة السياسية و عدم الوضوح..يجب علينا في هذه المرحلة الحاسمة أن نمارس السياسة بالطريقة السليمة القائمة على الوضوح الدائم في المنطلقات و الاهداف و الوسائل..فالغاية لا تبرر الوسيلة في المنطق السياسي السليم و الواضح
18/02/2011