حبيبتي، قد لا أكون ماهرا في عسل الغرام و نصب فخاخ الحب المصنوعة من القصب، لكن تأكدي أنني أشعر كثيرا بالإختناق أمامك و يعذبني كبريائي و هو يسجد رغم أنفه في محراب الهوى..حبيبتي ربما لا تدركين كم
أقضي من الوقت في ترويض نفسي كي لا تنساق مع السيل قرب الجرف الهار، و كم أبذل من الجهد في ترميم قلبي الموشك على
الإنفطار..
دعيني أعترف لك أنني منذ ستة أشهر شعرت بك دخيلة هادئة، و حية لدغاء تنسحبين ببطء بين تلافيف دواخلي..أعرف أنك
لم تكوني تقصدين أن تجعليني سجينك، و أعرف أنني الوحيد الذي يتحمل مسؤولية تساقط حمم البركان في واحتي الخضراء التي شيدتها منذ مائة عام و سيجتها جيدا و أنا أعتقد أنني أحميها من دهشة
الحب..
قبل أكثر من شهر شعرت أنك تتعمدين أشعال حرائقي، و شعرت مرارا بالشفقة على نفسي البيضاء أن تضطر للمسح بعد
الكتابة..و ما كان يؤرقني أكثر هو حجم الممحاة التي ستلزمني لأمحو قهرك لأني أعرف أنك من الحبر النادر العصي على الإنمحاء.. ربما هو الكيد اللأنثوي الواثق من نفسه يعمل في عمل السم ، فقطرات حب قليلة
منك مصنوعة من ابتسامتك النادرة ،و رقرقة ضحكك الخجول، و أنوثتك الطاغية كافية أن تصرع وحوشي، وحوش الضراعة الجوعى ، وأن تعيديني كما كنت طفلا بين ذراعيك كنت أسميك في ما مضى أمي..
هبي إن استطعت من جهة الروح، فقد أخبرتني بومات الشؤم في كهف المشيمة أنك ستهجمين يوما ما على واحتي.. عندما
سيبقي باب قلبي مشرعا من جهة الشمال، هو الباب الذي تعود الرب أن يأتي منه ليتعلم غرس الفواكه و تزيين الحدائق..
هبي إذن من هناك..
من الباب الذي سيجيء منه لصوصك يسرقون مني زخات مطري..
بنت آوى و أنا
السمندل..
هبي بلا
هوادة أيتها التنينة البيضاء..
ليلك كنهارك، لن أزيغ عنك الا هالك..
أنت الربة الآن و أنا خديم النار الموقدة ..
هبي بقوة و زمجري يا حبيبتي،
لا شيء مهم في واحتي الآن،
سوى أنت و العذاب........
هبي بدون تأخير في موعد الغرام ، ففي حجرة قلبي خبئت لك كثيرا من أشعة الشمس، و أخيرا تعب الرب من لومي لأنني لم
أكن أحضر قداسه عند غروب القمر ..
هبي في أي وقت تشائي فقد وافقت و رضيت، لأنني توصلت من زمان من الجهات العليا بقرار قدومك يخبرني أنك آتية لا
ريب فيك، و قد علمتني الحياة أن الأنثى عندما تقرر القدوم تأتي مرة أولى في فستان وردي، ثم تأتي بعد ذلك بثلاثة أشهر في جيش عرمرم مكون من حوريات سوداء القلب، تتقدمهم نعمة صامتة داهية مصونة قالت
لمحتضر إنها لا تفكر في زواج...
رشيد عنتيد
10.03.2013