/image%2F0969857%2F20140513%2Fob_adbd29_image.jpg)
كلنا يتذكر الميلياردير الذي أحب عشرين فبراير من الأعماق، و هام بها وأغدق على نشطائها بالحواسيب و الطابعات و الأظرفة فيها طمع الدنيا زرقاوات اليمامة التي تساعد على الإبصار.. مثله مثل الحاج الملياردير الشعبي الذي خرج مع الشباب الطيب يوزع عليهم الماء الحلال..مثله مثل نور الدين عيوش الذي استطال لسانه فجأة بعد أعوام طويلة من المتعة الحرام في صفقات الدولة الممنوحة له في الإشهار..
كان التازي بقلبه الكبير جدا يوزع المال على من يريد إسقاط الملك، أما من سيكون ما بعد الملك فلا يهم، المهم أن يبقى الرأسمال في الحفظ و الصون ، فالمال لا لون له و لا شكل مثل الأخطبوط و الحرباء..ذات يوم نظر كريم الى زرقة السماء من على ظهر مركبه المرفه و ظهرت له تلك المقولة التي حفظناها عن ظهر قلب : كتب كريم ك ك ك كتب كريم ك ك ك ( و مثله كثيرون ) كتب كريم في ضميره المستتر أنه بعد إسقاط النظام لن يجرؤ أحد الإقتراب من ريشبوند و من سجلات الضرائب و مستحقات الدولة و العمال، لما لا و قد كان من مناصري الحكام الجدد الذين أسقطوا النظام..خلافة أو زلافة لا يهم، ما يهم أن تبقى الدنانير في الجرار و القوارير..
الرأسمال جبان، لا ملة له مثله مثل الإرهاب، لذلك استشعر عبد الكريم مؤشرات أفول آسهم عشرين فبراير في البورصة السياسية، هذا الكريم ذكي، لكن هناك أيضا أغبياء كسمير عبد المولى الذي أراد استباق إفلاس الباخرات التي تعبر المتوسط بالركوب في قارب من القش، و لا فرق بين القش و اللحية الا بالتقوى، و التقوى مهنة الدراويش يطيبون بها خواطرهم و يمضغونها كالقات اليمني قبل أن يصلوا الى السلطة..
صوت كريم التازي للعدالة و التنمية و خطب في مؤتمراتهم، و استقبلوه بالأحضان بعدما هلل للخطاب الرنان و الموعودات التي أطلقها بنكيران في كل الإتجاهات..نزل المقاول من قطار فبراير قبل أن يتوقف لما استشعر أنه يستقل قطارا يعمل بالبخار، لذلك استيقظ ذات صباح و استقل قطارا آخر يعمل بالفحم الحجري..كلنا يتذكر الصوت الرخيم " القطار القادم من سلا المدينة سلا تابريكت و المتوجه الى الرباط أكدال المحمدية الدار البيضاء، يدخل المحطة قبل قليل...
خلال الأسبوع الماضي كريم التازي عاود الظهور مجددا، و الرأسمال الجبان لا يظهر اعتباطا الا لكي يحمي نفسه من الإفلاس، و بعد الخروج من المستنقع يشرئب عنق السلحفاة الى الربح..يستشعر الرأسمال رائحة البوار، و البوار كالبراز كلاهما نتن و متعفن، و بذلك فالهيجان الذي أبداه هذا المقاول في المناظرة مع الوزير الخلفي أكيد هو تسخين جديد للنزول من قطار العدالة و التنمية الذي يبدو أنه سيتوقف في محطة غير بعيدة من الإنتخابات التشريعية..
يعتقد الكثيرون أن الدولة تحارب حزب العدالة و التنمية، و هو تصور سياسوي ضيق مغلوط ساهم فيه الحزب الحاكم نفسه للترويج الإنتخابي و استدرار العطف و التعاطف ، و للإبتزاز أيضا.. و قديما قالوا " على نفسها جنت براقش " و " أدمى رأسه الوعل " ..عندما يكتشف بنكيران خطورة هذا الخطاب الذي يشبه السهم الذي يرتد لصاحبه يستدرك الأمر و يأخذ في التملق للملك بمناسبة و بدونها، و هي تقنية بائدة لم يعد لها كثير من المردودية..ما هو مؤكد أن الدولة ليست صديقة لأحد و ليست عدوة لأحد الا عندما ينزلق اللاعبون الى الغش و التآمر واقتناص المكاسب السياسية على حساب هيبة و استمرار الدولة..
التازي غاضب و مصدوم الآن لأن بنكيران لم يستعمل عصا موسى، و لو كان التازي من العوام لوجدنا له عذر الخطاب الخبزي، و الخبز عند الغوغاء له مهمة جليلة هي تكثير البراز و نفخ القولون بالغاز الطبيعي..التازي جاء للمناظرة و معه كوكبة من أبطال عشرين فبراير حتى يضمنوا له الدفء.. و عشرين فبراير أصبحت بعد " حرية و ديمقراطية الآن" عاهرة يركبها من يشاء و ينزل عنها من يشاء ، مرات و مرات، مثنى و ثلاث و رباع ، دون أي سؤال و لا كيفاش و لا كشف حساب، ريشبوند ماركة محترمة استعملها التازي في نكاح عشرين فبراير من الخلف.
ملمس ريشبوند ناعم لا يعود الى سحر كسحر عصا موسى، و لكن لنوابض تعرف كيف تتقلص و كيف تتمدد حتى تضمن للنائم الراحة و الأحلام اللذيذة مع الزوجة أو العشيقة السعيدة..، لذلك فكريم التازي يعرف جيدا معنى المرونة لأن " الصلابة " تؤلم الظهر و المفاصل، لكنها مرونة يستكثرها على حزب العدالة و التنمية.. حزب يعرف الآن كم هي باردة عصيدة الحكم و إدارة الشأن العام..
رشيد عنتيد
13-05-2014