يحدث لي في كل مرة أن أطرح السؤال التالي رغم أنني أعرف الإجابة
رائحة من هاته التي في سريري..من هاته التي رائحتها تبدد شعوري بالوحدة..أيتها المتوجة في واحتي..أيتها المتموجة في الغطاء...رائحتها تجذب المحب نحو الأعماق حيث نشيد النشوة ينطلق من صهوتها...رائحتك تكون دائما سبب التقاء شفتينا المسجونين في وجهينا..و السبب في أن تنطلق يدي البشرية لكي ترحب بنهدك الملائكي القادم من صدرك المتفجر..
رائحتك نافذة دافئة مفتوحة على هواء بحر هادر..رائحتك لها عنوان في قلبي هو الملاذ الأخير للحيرة ونهاية الحصار..رائحتك لها طعم الإنصهار الفستقي أمام الضياء القمري..رائحتك تبدد ،في لحظة حاسمة، ركامات الوهن الذي تراكم في جسدي..عطرك أزلي قادم من شواطيء الحب، يغسلني بالمويجات الوردية من شرودي..رائحتك راية في الصحراء للهدى.. ومنارة لتيهي ترشدني الى الرحمة المرسومة بالإستدارات من جسدك.. للعلامات الشيقية المرشومة بالنخل و الرمان في مساحات جلدك اليانع باللذة.
رائحتك يا حبيبتي نهلة، و أنت مستقرة في حضني.،تشعرني أنك كل ما أريده من الفرح المنهمر من نهديك، و من رجليك، و من عينيك،ومن شفتيك،..و في خصلات شعرك المترامية الأطراف ما يكفيني من ظلال تلامس خدي المنبهر تبشرني بحدوث القدر..
عندما تخرجين يا نهلة من ملابسك قطعة قطعة.. و تظهر جواهرك منك كالهدايا.. وتستوين خلسة تحت الغطاء و بجانبك أنا..تشعلين في
لحظة حريقا ضخما في كل زمان وجودي..فتصعد آهات من الأعماق قادمة من الفراغ، حيث يرقد ما كان بداخلي من انتظار..
نهلة فتاة مرهفة ورقيقة جدا ، تحب أن أكون أول من يستقبلها قادمة من فوق الأرض.. وعندما تكون قد ودعت آخر قطعة ثيابها أكون أول من يلف جسدها المرمري بحرارة رقيقة من جسدي..
نهلة لا تعرف بالتأكيد أنني أولد في كل مرة من جديد، كي يكون حضني ناعما مريحا لإختبائها..نهلة لا تعرف أن رائحتها الطفولية تجعل من كل عواطف صدري جيشا عرمرما مستعدا للدفاع عن حوزتها و هي متوجة في مملكة البهاء..
نهلة تعرف أنني رب بستانها..وكلما مست يدي تفاحة من صدرها، أو زرت تلة من خصرها، أو هدهدت مابين فخذيها.. أن تلك هي
صلاتي و دعواتي..لذلك فنهلة تغوص في جسدي كاملة، وتدخل الى البستان ثملة وفي يدها الكأس.. وفي خدها الورد، وفي صدرها الشهد، و في سرتها المهد.. و في ملتقى البحيرات بجعة خجولة متيقنة من حدوث السلام..
نهلة تأتي بكامل حاشيتها من الجمال، وتعرف أنني قصرها و في كل ما تريد..و أن عطرها النفاذ ورائحتها الأخطبوطية تحولاني، في لحظات سرمدية هائلة، الى قلعة أسوارها العالية و أنا فيها كنزها..وأنه عندما تدخل القصر تجد الكنز قد جاء الى مكانه المعهود..
نهلة كلما احتوت كنزها بداخلها، تحل في صدرها طمأنينة النبيذ.. وفي جسدها انعصارات الفواكه
نهلة حبيبتي و رفيقتي على الدوام..
رشيد عنتيد
27.08.2011