عشرين فبراير لحن جميل أصبح يعزف بجميع الآلات الموسيقية، بالطبل و الغيطة كما قال بن كيران العدالة التنمية، هو تاريخ مضى و سجل في التاريخ الفيسبوكي بما له من حسنات إرادة الشباب الحر المستقل، وما عليه من تشرذم و انشقاقات و سقوط متوالي الأقنعة، و انبعاث الإيديولوجيات المتحجرة في أدمغة من يحاولون بجهد الرمق الأخير، إقناع أنفسهم أن الشيوعية لم تكن وهما من الماضي ، و أن الشيخ المنزل من السماء لم يكن موضة للإسلام السياسي
في العالم الإفتراضي الفوضي عارمة و جميلة، حتى أنه أصبح لحزب البومات و القطط و الماعز صفحة تتودد للشباب، و حزب العجائز يتهجى مفردات النضال الأثيري مستعينا بالمناضلين السمان مترهلي المؤخرات، استفاقوا لتوهم من نوم الكهوف الباردة .
بضع آلاف من الفيسبوكيين ينعمون بحرية تمنحها لهم سيرفورات لا توجد في وطنهم ، ياحسرة . حرية لا تحتاج إلا لفأرة مضيئة ، و لوحة مفاتيح بحروفها المتنططة.. فهؤلاء مع و آخرون ضد. مع من و ضد من ؟ في بعض الأحيان لا نعرف مع من هم يتعاركون.. بعضهم جاد يحاول الا يكون ساذجا لا يستجيب لغواية المهاوي ، و بعضهم أبطال الورق المغاوير يطالبون بالمريخ أن يأخذ مكان الشمس، و يحتجون ضد هجمات زوار الفضاء اللعينين.
نهج ديمقراطي هو جمعية لحقوق الإنسان و العكس صحيح، و يسار موحد من أجل الهرولة عكس تيار التاريخ، مناضلوه لايزالون في قاعة الإنتظار، ضيوفا، يريدون مشاهدة فيلم عنوانه : الإتحاد السوفياتي و انهيار الحلم الشيوعي. وعدل و إحسان تتزين لاهثة وراء شباب تريده أن يستر لها عورتها السياسية و الفكرية
جرائد حزبية لا تعرف ماذا تنشر في صفحاتها، فقد توقف أصحابهم عن مدهم بالمادة الإخبارية من صالونات الحكومة، و تحاول أن تجد لها موطأ مع ما يقوله الشباب المستنير من وراء الحاسوبات المسالمة. أحزاب تتسابق فيما بينها أيهم يكذب علينا أكثر، و أيهم يستطيع أن يلبس مطالبنا لبسا تاما، كي يقف بها أمام الملك كي يقولوا له إننا الخطر و هم صمام الأمان
تيه إعلامي و جرائد البيع العام و الخاص، تبحث عن من يصرخ أكثر و من يهرج أكثر، و تستهويها تجرية " التهلال " معهم، و الرسالة الإعلامية السمحة تخافتت، لم يعد هناك من يكلف نفسه تمحيص الخبر، و لا مقارنته في الواقع والإفتراض ، و لا التأكد هوية و سن من يفتحون لهم الجرائد، ينطقون فيها علينا بالهراءات دون مسؤولية و لا تقدير للعواقب
ربما هو ضغط مواعيد النشر يجعل الإعلام لا يجد الوقت للمعالجة أمام الفيض الهائل من الأبطال المتكاثرين، و التكاثر يلهي كما جاء في القرآن. فيض من البيانات و البيانات المضادة و الإجتماعات و المشاورات و التحالفات و الإنشقاقات.. فيختار الإعلام التجاري منها ما يلائم البيع الوفير و يعطوها لأفراد مجتمع، أغلبهم، لا يحسن الإمساك بفأرة الحاسوب، و ينشرون بينهم، بدون قصد ربما، الإشاعة المريبة و المعلومات المغلوطة. و بقصد أحيانا، التهييج والإنطباع المزيف بأن نهاية العالم وشيكة.
ربما هي ضريبة حرية التعبير و الإنفتاح العام الذي تعزز بحركات الشباب المباركة، لكن من واجب كل من يفتح فاه لينطق بالكلام ، أن يخبرنا هل يتعلق ما يصرح به للناس بنكتة أو بمزحة ، أو حلمة، أو أزمة نفسية طارئة، فليقل لنا حتى هي الثورة أو القومة ، لكن ليقولوا لنا و للناس أنها توجد فقط في الأقراص الصلبة للحاسوبات المستوردة من الهند. من واجب الإعلاميين إعمال التصفية اللازمة للمعلومات في مصفاة الكياسة، و لعب الدور المنوط بالصحافة و الإعلام كفاعل مسؤول عن التأطير و التوجيه، و صناعة الرأي العام السليم و الحقيقي و النافع
رشيد عنتيد - سبرتزاتا
عضو مؤسس لحركة حرية و ديمقراطية الآن، بالمغرب
11.03.2011