Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

 

ها أنا ذاهب بنفسي الى الموت فقد سئمت انتظاره..سأستقبل نهايتي بفرح المحبين و هدوء البحر التعب من الهدير..سأسيل من جسدي و أنتهي متأكدا أنني بلغت المحطة الأخيرة من التكرار...

 

كم راوغت و كم خلقت لنفسي و لكم الأعذار..لكني اكتشفت خيانة انتظار الهباء و ضحالة حياة..فلأقل اكتفيت كما يكتفي المدعو الى المائدة من الإلتهام  يدفع كرسيه إلى الوراء..واصلو أنتم فمنتهى لذتكم بلغتها الآن.. لم الإستمرار..

 

فراغ روحي حقيقي فالروح عزاء الطامعين في خلد بطعم القيء..منتهاي منتهى المتكشفين للنور بصرعهم فلا يتحملون بعدها الظلمة..منتهاي منتهى من يغامر أو يقامر..والحقيقة هي ألا حقيقة هنا ولا هناك..طابور من الأموات يتلهون بالحياة في انتظار الفناء..

 

قد تكون الحياة جميلة لكن لا أحد ضحي لتكون كذلك و لسنا مستعدين للتضحية من أجل أجيال تتذوق الحياة وتعيش جماليتها..لا جمال لحياة هنا إلا إذا كانت انتهازا و سرقة و ظلما تصنع به جمالا زائفا ..لوحة مسروقة تزين منزلا مسروقا..

 

الموت منتهى المعرفة و الخلود وهم متملق و هوس من يحبون الأماني و الأوهام..ما أنا إلا شجرة شبها حريق و فراشة تكتفي بيوم حياة ثم تفسح الورود لغيرها..ما أنا سوى أقحوانة تكتفي بربيع ثم تعود إلى التراب..أيها الشرير لم تحب البقاء الذليل..

 

سأحتسي خمري و نبيذي اللذين أخلصا لي وأخلصت لهما ثم أعود إلى غرفتي في الفندق..أحب غرف الفنادق بحيادها البارد..تدخل الغرفة فينتابك إحساس أنهم مروا من هنا وانك لست الأول و لست الأخير..في غرفة الفندق توصد خلفك الباب فتحس أنك تملك كل الدنيا ولا تملك شيئا سوى زمنا تقضيه بين جدرانها متأملا أو متمتعا..ثم تغادر و لا ينتابك حنين..

 

أغادر لعبة الحياة كما يغادر عداء تلتوي كاحله يتعثر فلا يجديه العدو من الالتحاق بالآخرين..لا يهم لماذا و لو.. ولو.. لكنه أبدا لن يستطيع تحقيق ما يعدو من اجله.. لا أحب الزيف و من يواصل العدو متألما بكبرياء..انزل الآن من الحافلة لا نادما ولا ناقما..انزل هنا فقط لأنني أريد النزول من على ظهر آلة صدئة أزعجني أزيزها..

 

أعرف أنني ساترك لكم شيئا كالحنين تدارونه بالأسف و الخجل..أعرف أن لي أبناء لن تروهم سيمتنون أني لم آت بهم إلى البرك الآسنة..هذه تضحيتي..

 

يمكن للعالم أن يكون جميلا و يمكن للإنسان أن يعيش بحب و سلام فوق هذا الكوكب ..يمكن أن نعيش الجنة الموعودة الآن عندما يتقدم العلم ليعطي الدليل أن التعايش ممكن وأن الجميع يجب أن يحترم و يحب  الجميع و أن تنوع أفكارنا هو من يضمن استمرارنا لأنه يعطينا إجابات وافرة و حلولا متجددة مستعدة لتقديم الإجابات ..تناغم الكون و الطبيعة على الأرض يضمنه تنوع الأجناس و الأنواع و العناصر فأفكارنا يجب أن تشبه الكون كي نبقي موجودين إلى الأبد..كاذبة كل الأديان و كل المنظومات التي تسمو بنفسها و تحب بقاءها لوحدها لأنها ضد التنوع وضد البقاء..

 

حب و سلام.. حب و سلام.. حب و سلام


 

الانسان مغامر على كرة أرضية منتهية يوما ما كما تموت يوميا مئات الكواكب..قد يستطيع الفرار بجلده لمكان آخر و قد لا يستطيع فتنتهي هذه الملحمة المضحكة و الملهاة الفريدة..مضحكة الحياة وكم جميل الأمل و الأحلام الموقوتة بالعبث..

قل عنه انتحار و دغدغ أملك بشفقة و خوف و تشفي و امتلاء..لكنه عندي موت إرادي و نهاية إرادية و انتصار على الانسانية كما قال المجنون نيتشه..هناك من ينتهي تحت عجلات وهناك من ينتهي في حرب لم يخترها و هناك من يموت انتظارا و هناك من يموت احتراقا مقطع الأيدي من مجانين يتبعون ربا لم يشاهده أحد.. موتي جميل..

 


 


  -----------------------------------

 

 


إهدء الى كريم حوماري الشاعر الرفيف الذي انتهى..

محمود درويش المتألم في الزنابق..بالزنبق امتلأ الهواء

الى أصدقائ في الفايس بوك و مدونتي..

 

عذرا على الإختفاء

 

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :