تتجرع الجماعة هاته الايام مرارة الخروج من السلطة بطريقة مهينة بعد قرابة مائة عام من التنظير للنهضة و العمل السياسي شبه السري، و هي مرارة ستكون مستعصية على التحمل على المدى القصير ، خاصة و أن التطور السياسي مستمر، و أن الغريم التاريخي المتمثل في الجيش لم تنفع معه إجراءات العزل و الغزل و المديح إن لم نقل الإرشاء..
خسارة الجماعة لكرسي السلطة جاء بعد مدة قصيرة من الوصول الى الحكم، و عام من مراكمة الأخطاء و الإخفاقات من رئيس فشل في إدارة المرحلة، و لم يستطع إحداث تمايزا حقيقيا بين انتمائه لجماعة الاخوان المسلمين و بين دوره الجديد كرئيس دولة و رئيس لجميع المصرين..ربما هذا الفشل يجب قرائته من داخل البنية التظيمية للجماعة التي تعرف صراعا طاحنا بين الأجيال لصالح جيل قديم يعتبر نفسه الأجدر بقطف ثمار الإنتصار بعد طول اضطهاد، هذا التهاوي المدوي ليس مستغربا ما دامت الجماعة هي جزء من بنية النظام السابق..
مرسي تصرف كديكتاتور بدون تحفظ و لا لباقة و لا ذكاء.. مرسي هذا يمثل الصف الأول من الجماعة، و هو صف قدماء المحاربين الذين يأتمرون بأمر المرشد كممسك رئيسي بالقرار السياسي. نفهم إذن لماذا لم تقدم الجماعة للمسؤولية من يمتلك القدرة على الإنصات و الحوار و التفاوض، و نفهم لماذا لا نشاهد أثرا للقيادات الشابة من الإخوان الذين يمتلكون مرونة أكثر الإحتكاك بالواقع وبباقي التيارات السياسية و المدنية.. نفهم لماذا قدم المرشد للمجتمع المصري هاربا من السجن عجلا له خوار..
الجماعة الآن توجد خارج الفعل السياسي المباشر رغم تمسكها بشرعية شكلية انتهت بخروج الجماهير الى الشارع مطالبة بالتنحي، الجيش التقط الفرصة و استطاع استثمار الشرعية الجماهيرية لتغيير قواعد اللعب..
خطاب الرئيس الأول و الثاني لم يوحي أنه يعيش الحالة السياسة بدخول لاعب قوي على الخط ، و هي دوغمائية مستغربة من جماعة تمرست طويلا على المرونة و الإنتظار، و هي دغمائية خطيرة غذت القرار الشعبي السريع بالتخلي عن الرئيس و عززا مخاوف النخبة من إرادة الهيمنة و أخونت الدولة على غرار تجربة حزب البعث العراقي و السوري ..
هل كانت ثقة زائدة عن النفس، خاصة إذا ربطناها بالموقف الأمريكي المؤيد لمرسي، و هذا قد يدفعنا الى القول بأن الموقف المتصلب لمرسي كان مرده اعتقاده أنه يتوفر على ضمانة خارجية حصل عليها في إطار صفقة سرية لحماية إسرائيل من حماس تمثيلة الجماعة في قطاع غزة، و هي خلاصة تؤكدها دعوة أحد القياديين لقوى خاريجة للتدخل في مصر..
هل تخلت الولايات المتحدة عن الرئيس مرسي بفعل حجم الضغط الشعبي و نحاح حملة تمرد.. من خطف الجنود السبعة، و من أطلق سرحهم، و لماذا تغنى مرسي بالجهاد في سوريا و أغلق السفارة السورية و بقيت السفارة الإسرائيلية تنعم بالسلام..
من بنى قراره على إرادة الشعب هو الحيش بينما بنت الجماعة الإخوانية قرارها على دعم الولايات المتحدة..
----------------------
رشيد عنتيد، العلمانية هي الحل
06-07-2013
خسارة الجماعة لكرسي السلطة جاء بعد مدة قصيرة من الوصول الى الحكم، و عام من مراكمة الأخطاء و الإخفاقات من رئيس فشل في إدارة المرحلة، و لم يستطع إحداث تمايزا حقيقيا بين انتمائه لجماعة الاخوان المسلمين و بين دوره الجديد كرئيس دولة و رئيس لجميع المصرين..ربما هذا الفشل يجب قرائته من داخل البنية التظيمية للجماعة التي تعرف صراعا طاحنا بين الأجيال لصالح جيل قديم يعتبر نفسه الأجدر بقطف ثمار الإنتصار بعد طول اضطهاد، هذا التهاوي المدوي ليس مستغربا ما دامت الجماعة هي جزء من بنية النظام السابق..
مرسي تصرف كديكتاتور بدون تحفظ و لا لباقة و لا ذكاء.. مرسي هذا يمثل الصف الأول من الجماعة، و هو صف قدماء المحاربين الذين يأتمرون بأمر المرشد كممسك رئيسي بالقرار السياسي. نفهم إذن لماذا لم تقدم الجماعة للمسؤولية من يمتلك القدرة على الإنصات و الحوار و التفاوض، و نفهم لماذا لا نشاهد أثرا للقيادات الشابة من الإخوان الذين يمتلكون مرونة أكثر الإحتكاك بالواقع وبباقي التيارات السياسية و المدنية.. نفهم لماذا قدم المرشد للمجتمع المصري هاربا من السجن عجلا له خوار..
الجماعة الآن توجد خارج الفعل السياسي المباشر رغم تمسكها بشرعية شكلية انتهت بخروج الجماهير الى الشارع مطالبة بالتنحي، الجيش التقط الفرصة و استطاع استثمار الشرعية الجماهيرية لتغيير قواعد اللعب..
خطاب الرئيس الأول و الثاني لم يوحي أنه يعيش الحالة السياسة بدخول لاعب قوي على الخط ، و هي دوغمائية مستغربة من جماعة تمرست طويلا على المرونة و الإنتظار، و هي دغمائية خطيرة غذت القرار الشعبي السريع بالتخلي عن الرئيس و عززا مخاوف النخبة من إرادة الهيمنة و أخونت الدولة على غرار تجربة حزب البعث العراقي و السوري ..
هل كانت ثقة زائدة عن النفس، خاصة إذا ربطناها بالموقف الأمريكي المؤيد لمرسي، و هذا قد يدفعنا الى القول بأن الموقف المتصلب لمرسي كان مرده اعتقاده أنه يتوفر على ضمانة خارجية حصل عليها في إطار صفقة سرية لحماية إسرائيل من حماس تمثيلة الجماعة في قطاع غزة، و هي خلاصة تؤكدها دعوة أحد القياديين لقوى خاريجة للتدخل في مصر..
هل تخلت الولايات المتحدة عن الرئيس مرسي بفعل حجم الضغط الشعبي و نحاح حملة تمرد.. من خطف الجنود السبعة، و من أطلق سرحهم، و لماذا تغنى مرسي بالجهاد في سوريا و أغلق السفارة السورية و بقيت السفارة الإسرائيلية تنعم بالسلام..
من بنى قراره على إرادة الشعب هو الحيش بينما بنت الجماعة الإخوانية قرارها على دعم الولايات المتحدة..
----------------------
رشيد عنتيد، العلمانية هي الحل
06-07-2013