/image%2F0969857%2F20150313%2Fob_700798_image.jpg)
الأرضية الفكرية
***************
الليبرالية الاجتماعية مكون رئيسي للديمقراطية الاجتماعية و شكل تجربة كونية ناجحة للرقي الإنساني لكونها انبنت على أولوية الحرية الفردية و قدرة المبادرة الخاصة على استثمار قدرات العقل اللانهاية لتحقيق الطفرات المتوالية في السلوك و القيم الجماعية..
نقدم هذه الورقة انطلاقا من منظور نقدي للتاريخ، حيث أن الليبرالية عندما احتكرت فعل العقل توقفت عن التقدم نحو جميع أفراد الإنسانية و أنتجت الرأسمالية المتوحشة و كذلك الإمبريالية كأداة سياسية للإحتكار و التحكم العابر للقارات. لذلك تعتبر الليبرالية الاجتماعية مدخلا لإستمرار العقل في ابتداع الحلول لمشاكل العالم المستعصية في مجال البيئة و التنمية و تحقيق الرفاه الجماعي في احترام تام لقوانين الطبيعة القائمة على التنافس و الإستحقاق..
لقد أنتجت منظومات التفكير الميكانيكية ممارسات الهيمنة و الطهرانية العقدية و السياسية و أيضا الى تفريخ الظلامية الدينية التي تحور إشكالات الإنسان الى أوهام ميتافيزيقية. لذلك تقدم الورقة الليبرالية نفسها كدعوة مفتوحة الى تشكيل تيار مجتمعي واعي بذاته ينبثق تلقائيا من الطبقة الوسطى باعتبارها كانت على الدوام المحرك الحقيقي لحركة التاريخ كطبقة متزنة قادرة على تأطير الفئات الفقيرة و المهمشة دون ابتزاز عاطفي لها بسبب فقرها المادي و المعرفي.
لقد اعتبرت المدرسة الكينزية في الإقتصاد أن اقتصاد السوق هو المكان الذي تلتقي فيه طموحات فئات و أفراد المجتمع لكنها لم تقدسه و لم ترفضه و دعت الى تطوير أدائه لتحقيق العدالة الإجتماعية، و اعتبرت أن مظاهر التوتر التي يعرفها السوق هو تعبير عن حيوية و تعددية المجتمع، لذلك لا ينفصل تحرير المجتمع عن تحرير السوق و التردد في ذلك يخلق شرخا مجتمعيا و صراعا طبقيا دون مردودية سياسية..
الأرضية السياسية :
********************
تقترح الورقة الليبرالية الارتكاز على المحاور السياسية التالية لتأطير فعلها السياسي عبر :
- تقرير هيئة الانصاف و المصالحة: كتعاقد مجتمعي مبني على عدم العودة الى اخفاقات الماضي و تدبير الإختلاف السياسي بالآليات الديمقراطية من داخل ثوابت الوطن و الأمة و الدستور و الخيار الديمقراطي.
- تقرير الخمسينية : كتقييم موضوعي للمجهود الجمعي الذي تم بذله منذ الإستقلال، و تقدير المعيقات و الرهانات الإستراتيجة الهيكيلة الملحة.
- حركة لكل الديمقراطيين كتعبير عن دفتر تحملات بين نخب المجتمع الحداثية و بين متطلبات تثوير الفعل السياسي.
- التحالف مع حركة عشرين فبراير و تعزيز توجهها الحداثي الديمقراطي.
- احترام المشترك الديني و عدم ادراجه في الحقل السياسي من طرف الدولة و جميع الفاعلين السياسيين
- العمل على ملائمة القوانين مع الحريات الفردية و خاصة حرية الضمير و التفكير و التعبير..
إن الورقة الليبرالية تقترح الإشتغال و النضال بمنطق الهرم المقلوب : انطلاقا من داخل الحزب الى خارجه و من مؤسساته المحلية و الإقليمية و الجهوية الى قياداته المركزية و مكتبه السياسي. من أفراد المجتمع و المجتمع المدني في اتجاه مؤسسات الدولة، وتدعوا جميع المؤتمرين الى تدعيمها و التصويت عليها..