ماتت أماندا. ماتت و لم أكن بجانبها لتأخذني معها. لنسافر معا. لم أكن هناك لتلمس وجهي روحها البلورية بآخر لمسة من حنان..في البداية تلكؤوا في إخباري. قالوا هي فقط مصابة بالزكام قد أخذت حبة الدواء و نامت. أخوها الذي لم يحبني يوما بكا خفية قبل أن يجيب مكالمتي بكلمتين : أماندا سافرت الى بلد سحيق. أمها قالت إنهم لا يعلمون أين ذهبت. في الأخير صوت أختها الراعش ضرب بقبضته في صدري أماندا انطفئت. أطلقوا علي الرصاص. حبيبتي ماتت. ماتت يا ولدي. سأحزن الآن حزني الأسود النهائي. حزن الشموخ. حزن الأمهات .حزني الذي اذخرته كل سنوات حياتي المضطربة أقف أمامه وجها لوجه. لقد مت أنا أيضا يا أماندا..في البداية انكسرت قدماي و جف حلقي. ارتجفت شفتاي. ثم وجنتاي. قبل أن يرتجف وجهي مع النحيب الوحشي كانت العينين قد غرقتا في الدمع الهاطل، دموع ست سنوات من الحب صارت كالحلم..و أنا أمشي ذاهلا رأيت أوراق الشجر الأصفر ملقاة بسخاء فوق التراب الندي الداكن. بكيت باستحقاق فوق كرسي من كراسي العشاق حيث كنا نتبادل القبل و العناق مع الغروب. أبكي و أهفو الى ربتي يا ليتك أماندا ما تزالين في مكان ما. ليتك ريح. ليتك في جذوع الشجر أو أوراقها. ليتك قطة تمرين أمامي و تحدقين. ليتك في الماء قطرة أشربك أو تنزلين علي مع المطر. ليتك روح عصفور فوق غصن تنظرين نحوي و تغردين. لا أريد أن أصدق أنك اختفيت. ليتني الرب أو المسيح أعيدك الى الحياة..- رشيد عنتيد 10-12-2016